jeudi 2 avril 2015

مقدمة

* * *
*

اليهود المغاربة : فئة من ساكنة المغرب، ليست في شكل قبائل، وإنما هي عائلات كبيرة تحمل ألقابا تعرف بها وتتوارثها أجيالا، وقد بلغ عددهم سنة 1940م حوالي 250.000 نسمة، ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم بما في ذلك إسرائيل، إلا انه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين.
والوجود اليهودي بالمغرب قديم، ويرجح أن قدومهم من الشرق إلى شمال أفريقيا جاء في عهد الفينيقيين والقرطاجنيين، وكذا في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م، وتوالت بعد ذلك الهجرات اليهودية الى المغرب، وقويت مع طرد وترحيل اليهود والمسلمين على السواء من الأندلس في سنة 1492 ومن البرتغال في سنة 1497 وبعد استقرارهم في المغرب ظهرت معالمهم الأثرية والتاريخية من معابد وأضرحة ومزارات يهودية في مختلف المناطق المغربية أشهرها في مدن فاس ،والصويرة، ووزان، ومراكش،  وتارودانت،  وصفرو ، ووجدة وتطوان.
وينقسم يهود المغرب إلى قسمين
-       الطشابيم : أي الأصليين، وهم اليهود الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الإسلامي، وأصلهم مشرقي، أتوا للمغرب بعد سلب القدس من قبل تيتوس عام 70 قبل الميلاد، وقد وجد كثيرون منهم طريقهم إلى شمال أفريقيا مع التجار القرطاجيين، ويقال إن هناك استيطانا يهوديا في المغرب يعود إلى عام 320 قبل الميلاد، فيما جاء بعضهم من جنوب وشرق افريقيا، وتميزت إقامتهم في المغرب بحفاظهم على ديانتهم اليهودية، وقد لقنوها للأمازيغيين أكثر من تباشير المسيحيين.
-       المغوراشيم : أي المطاردين، وهم يهود الأندلس الذين طردوا من إسبانيا والبرتغال، ولا يزال كثير من هؤلاء يحملون أسماء أسرية لمدن أسبانية تعود أصولهم إليها، ثم نزعوا إلى الانعزال والعيش في أحياء منفصلة سميت فيما بعد بأحياء الملاّح
وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948م وقعت هجرة كبيرة في يهود المغرب إلى مهجرهم بفلسطين، وبعضهم فضل الهجرة إلى فرنسا، وآخرون الى كندا وإسبانيا، وهو ما جعل عدد الباقين منهم يتراجع إلى حوالي 20.000 نسمة في بداية ثمانينات القرن العشرين، ليتناقص بشكل حاد الى أقل من 6000 من المقيمين بشكل دائم، في حين بلغ عدد اليهود المغاربة في اسرائيل حوالي 400.000 نسمة سنة 1973م، ثم ارتفع الى 900.000 نسمة سنة 2000م
وتختلف ألسنة اليهود المغاربة حسب بيئتهم التي يعيشون فيها، بحيث تنقسم الى خمسة أنواع
-       اللغة العبرية : وهي لغة خاصة بالدين والصلاة، كما تختص بها النساء، وتسمى أيضا لغة البيت، ذلك أن اليهودي المغربي كان يعيش هذا الازدواج ما بين لغة العمل ولغة المنزل والأسرة
-       اللغة الأمازيغية : يتكلم بها اليهود من أصل أمازيغي أو يهود المغرب الأصليون وكانوا يقطنون بالجبال الأطلسية
-       اللغة العربية الدارجة : يتكلم بها اليهود المستقرون في المدن الكبرى الداخلية والساحلية
-       اللغة الإسبانية : يتكلم بها أحفاد اليهود الأندلسيين الذين هاجروا من اسبانيا حيث حافظوا على لغتهم الاسبانية التي يتحدثون بها هناك ومنها لغة لادينو المشتقة من الاسبانية والممزوجة مع العبرية المعروفة بالحاكيتيا
-       اللغة الفرنسية : وهي أحدث لغة تكلم بها اليهود المغاربة مع دخول الفرنسيين واحتلالهم للمغرب، بحيث كانوا من الأوائل في المغرب الذين تعلموا لغة الحاكم المحتل قبل غيرهم.

=======================================

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire