vendredi 9 janvier 2015

أعلام يهود المغرب في القرن 16م

* * *
*

بنزْميرّو
برزت هذه الأسرة اليهودية بالمغرب في هذا القرن 16م، وهي أسرة يهودية أندلسية هاجرت من غرناطة بالأندلس ضمن المطرودين من المسلمين واليهود، ونزلوا في مدينة اسفي ، ويعرفون في هذه المدينة بأولاد بنزميرو ، ولقبهم مشتق من الكلمة العربية (زمر ) والعبرية (زمرة) التي تفيد الغناء والشدو ، وقد لعبوا دورا سياسيا واجتماعيا في المغرب خلال الاحتلال البرتغالي لأهم ثغور المغرب بين 1498 و 1550م، وهي الفترة التي تزامن نصفها الثاني مع قيام مملكتين بالمغرب، مملكة مراكش الخاضعة لمحمد الناصر بوشنتوف الهنتاتي ، ومملكة فاس الخاضعة لسلطة الوطاسيين، وقد كسبت أسرة بنزميرّو في هذا الزمن حظوة خاصة لدى أهالي أسفي مسلمين ويهود ومناطق عبدة المجاورة لها، فاعتقد العامة أن 7 إخوة منهم يرقدون في مقبرة مجاورة للأسوار لا أحياء ولا أمواتا، وهبوا أنفسهم للعبادة والقراءة، ولهم بركات ومعجزات وشفاء المرضى، ويقول بعض الباحثين أن أسرة بنزميرو لجأت الى البرتغال تحت قيادة شيخها (ابراهام بنزميرو ) الرّبي الطبيب الذي لقي الترحاب لدى ملك البرتغال أثناء خلافاته الاقليمية مع ملوك قشتالة الاسبان وخاصة اكتشافات ما وراء البحار بافريقيا وآسيا وأمريكا، وهنا توجهت أسرة بنزميرو الى المغرب واستقر بعض أفرادها بمدينة العرائش التي كانت خاضعة للبرتغال منذ عام 1471م، في حين استقر اثنان منهم بأولادهما في مدينة أزمور ، وهما اسماعيل وإسحاق، ونزل أخواهما ابراهام وموسى وابنه يعقوب في مدينة أسفي وذلك عام 1499م، وذلك في عهد السلطان محمد بن يحيى الوطاسي، وستأتي ترجمة أعلامها أسفله.
اللوب بليشاع
جد أسرة بلّيشاع اليهودية، كانوا من خُدام ملوك المغرب في التجارة، فأطلق عليهم لقب تجار السلطان بمراكش والصويرة، ولهم فرع انجليزي في طليعته أحد أفرادها (يشواع اللوب بليشاع)، وأصله من البرتغال ، قدم الى المغرب عام 1491م، ولقي به مصرعه عام 1517م، فأطلق على ولده موشي لقب بليشاع، وذلك في عهد السلطان محمد البرتغالي الوطاسي .
شطون بن شاويل هالفي بنشطون
كان أحد الأعيان المرموقين من بين اليهود البلديين (أي الأصليين) عام 1525م في مدينة أصيلا، وذلك في عهد السلطان محمد البرتغالي الوطاسي .
شلومو بوزاكلو
من الأعلام الربيين في هذه العائلة اليهودية بمدينة فاس ، كان حيا سنة 1526م، وهي السنة التي توفي فيها السلطان محمد البرتغالي الوطاسي .
ابراهام بنمزيرّو
من ربيي يهود مدينة أسفي ، ولا يعرف تاريخ ميلاده ولا وفاته، لكنه كان حيا سنة 1527م، وهي السنة التي تولي فيها السلطان أبوحسون بن محمد الوطاسي، وقد أظهر هذا اليهودي كثيرا من الوفاء والاخلاص الى التاج البرتغالي، وكان يعمل على صيانة مصالح اليهود بالتوازي مع خدمة النفوذ البرتغالي بالمغرب، فحظي بثقة ملك البرتغال ايمانويل الأول ، وجعله ترجمانا رسميا بأسفي ومستشارا سياسيا في الشؤون المغربية، ثم عينه ربّيا كبيرا على يهود أسفي سنة 1510م، وأضاف إليه لقب القاضي الأعلى لليهود مع اختصاصات قضائية وتنفيذية تجعل من اليهود في المدينة رعايا للبرتغال منفصلين عن تدخل الحاكم المحلي المسلم في شؤونهم أو سجنهم مع المسلمين، إذ خصص لهم سجنا يديره اليهود، ومنع بناء حي خاص بهم معتبرا أن المدينة كلها لهم، وأن المسلمين هم الدخلاء عليها، وخففت عليهم الاتاوات إذ لم يعودوا يدفعون الى البرتغال إلا أوقية ذهبية واحدة في السنة لكل دار ، مهما كان دخل أصحابها، وزيادة على هذه الامتيازات استطاع ابراهام بنزميرو أن ينتزع من البرتغال الوعد بأن يهود أسفي لن يجبروا على مغادرة المدينة في حالة ما إذا أمرت السلطات الدينية البرتغالية بتهجيرهم، وحتى إذا حدث ذلك فلن يجردوا من ممتلكاتهم ومكتسباتهم، ويمكنهم الرجوع الى أسفي متى شاؤوا لتفقد مصالحهم، وظل ابراهام بنزميرو على اتصال وثيق بالحاكم العسكري البرتغالي، مقابل تبليغ المحتلين بأخبار السكان المغاربة واتصالاتهم مع أهل البوادي، وما يتناقلونه من معلومات حول المخزن المركزي وتحركات المجاهدين، فكان مع زمرة من اليهود كأعوان في الاستعلامات، يفيدون ويستفيدون من المحتل البرتغالي، ومنها كمثال أن ابراهام كان يشك في إخلاص القائد يحيى بن تاعفوفت الموالي للبرتغال الذين عينوه قائدا على أسفي بأمر من الملك ايمانويل الأول ، فكان ابراهام يراقب تحركاته ويتجسس عليه ويبعث بتقارير استخباراته الخطيرة الى ملك البرتغال حيث يتهم القائد بتواطئه مع القبائل المناوئة للوجود البرتغالي وتصرفه في المنطقة وكأنه ذو سيادة وأقوى من ملك البرتغال ، وفي سنة 1511م قام أمير مراكش الناصر بوشنتوف بضرب حصار على أسفي دام عدة أسابيع، فاضطر معها ابراهام الى بعث موفد الى إخوانه اسماعيل واسحاق بنزميرو من يهود أزمور يطلب منهم النجدات، فبعثا اليه 200 يهودي وبعض المرتزقة وزوّداهم بالعتاد والمؤونة، وذلك عن طريق البحر الى أسفي، وذات ليلة بينما كان المسلمون وعساكر أمير مراكش نيام، تمكن ابراهام وعصابات يهودية من فتح باب البحر في الأسوار وأشاروا الى يهود أزمور فنزلوا من سفنهم فشكلوا مع يهود آخرين التحقوا بهم جماعات انقضت مع جنود البرتغال على الخيام وفتكوا بجيش الناصر بوشنتوف، وأسروا عددا من أفراده رجالا ونساء وحصلوا على غنائم أخرى، ثم أخذ نجم ابراهام يتألق في الأوساط البرتغالية، حتى غدت تحضره في المفاوضات بينها وبين المغرب ليترجم الأقوال وليدلي برأيه أيضا، وبعد وفاته خلفه ولداه موسى ويعقوب.
حاييم بيباس
نسبة للقب اليهود من أصل إسباني حمله عدد من الربيين اليهود النازلين بفاس منذ النكبة الأندلسية عام 1492م، وكان حاييم ربيا بمدينة فاس سنة 1530م، في عهد السلطان أبي العباس بن محمد الوطاسي ، ثم انتقل الى تطوان مخلفا غيره من الربيين الآخرين يدعون بيباس .
موسى بن ابراهام بنزميرو
ترجمان يهودي، استوطن مدينة فاس ، فتقرب من السلطان أحمد الاعرج السعدي وأصبح ترجمانه لدى البرتغاليين عام 1536م، ثم وسيطا بينهما، أما أخوه يعقوب فقد استقر في مدينة أصيلا مزاولا لتجارته ومكثفا لاتصالاته ورابطا علاقاته مع رجال مخزن فاس ، غير أن أحد رجال الدين البرتغال لاحق الأخوين موسى ويعقوب بدعوى أنهما على غير دين النصرانية، ويجب طردهما من مواقع الوجود البرتغالي، متناسيا المعاهدة المبرمة بين سلطان فاس محمد الشيخ السعدي وملك البرتغال ، والتي تنص بأنهما من رعايا السلطان ولا يحق لجنود البرتغال ملاحقتهم أو القبض عليهم، من أجل ذلك توترت العلاقات بين فاس ولشبونة بعدما تم إلقاء القبض على موسى الروتي بنزميرو بطنجة عندما حل بها في مهمة رسمية من قبل السلطان أحمد الأعرج السعدي والتي أعقبتها موجة من الاحتجاجات نقلها يعقوب بنزميرو الى السلطات البرتغالية التي كانت تؤاخذ موسى بنزميرو على مناوشاته لبعض المسيحيين، وتوسطه لبيع أسلحة برتغالية الى مملكة تلمسان بعدما صدر أمر بابوي بحظر بيعها الى بلاد المسلمين، كما تؤاخذ شقيقه يعقوب على شن حملة ضد مصالح البرتغال بالمغرب وتحريض الأسرى البرتغاليين النصارى بالمغرب على اعتناق اليهودية أو الانسلاخ عن طاعتهم وولائهم لملك البرتغال ، وانتهت الاجتجاجات السلطانية باطلاق سراح موسى بنزميرو ، وعدم ملاحقة أخيه يعقوب الذي صار فيما بعد شيخ الطائفة اليهودية بفاس .
أديب موشي
من أعلام يهود مدينة أزمور ، عاش في عهد السلطان أبي العباس الوطاسي، وينتمي الى اليهود الذين طردوا من بلاد البرتغال سنة 1496م، فلجؤوا الى أزمور. وجاء في الموسوعة اليهودية : أن يهود أزمور أجلوا من هذه المدينة ونزحوا الى مدينتي أسفي وفاس ، إلا أن جالية يهودية كانت موجودة بأزمور خلال الاحتلال البرتغالي. وقد كتب أديب موشي صك الاتهام المؤرخ بعبورة 18 يناير 1537م، وذلك بعدما ارتد عن المسيحية التي اعتنقها مكرها، وعاد الى الديانة اليهودية.
ابراهام أزْويلوص
من أحبار الطائفة اليهودية بإقليم قشتالة واسمها (مغراشيم أو عجميون) استوطن مدينة فاس وهو الذي وقع على بعض المرسومات عام 1543م، وخلال عام 1556م الى جانب بعض الأحبار . عاش في عهد السلطان محمد الشيخ السعدي وشهد مقتله في سنة 1557م.
ابراهام بن موشي أبينصور
يهودي مغربي ، شغل منصبي الحبر والقاضي (دياني) بفاس وسلا في القرن 16م.
صامويل بن موشي أبينصور
يهودي مغربي ، شغل منصبي الحبر والقاضي (دياني) بفاس وسلا في القرن 16م.
موشي أسولين
من أحبار اليهود بفاس ، وعاش أيضا بتارودانت في القرن 16م، له كتاب (سيفير ديراشوط).
يعقوب إسحاق إفركان
قبالي يهودي مشهور (صوفي)، ولقبه يدل على أمازيغيته، لأن إفركان جمع (إفريك) ينطق بحرف الكاف المصري، معناه بالعربية (سياج من الشوك والأغصان يحاط بالبساتين)، ويعقوب هذا تلميذ موشي بن ميمون الباز من مدينة تارودانت، عاش في القرن 16م، اضطر الى مغادرة مدينته تارودانت ونزل بمدينة أقّا، وألف هناك عددا من الشروح القبلانية (الصوفية) حول أسفار موسى الخمسة، جمعت في مجلد ضخم بعنوان (منحة حَدَشة) أي هدية جديدة.
اسحاق بلياش
رّبي من أسرة بلياش اليهودية التي خرجت من اسبانيا والبرتغال بعد النكبة الأندلسية في أواخر القرن 15م وما بعده، اشتغل ربّيا في فاس خلال القرن 16م، وكان له ولدان (صمويل – يوسف) رحلا الى أوروبا بحثا عن الثروة والجاه فاشتغلا في البلاطات قبل 1579م، ثم ترددا على فاس ومراكش وسلا، يعرضان خدماتهما على من يستطيع الثمن، ثم استقرا بمدينة أسفي واشتغلا في التجارة الخارجية من مينائها، ومن هناك انتقلا مع تجار هولندة الى بلادهم سنة 1608م، وطلبا من السلطات الهولندية الترخيص لهما بفتح وكالة تجارية تمثل هولندة بأسفي، لكنها لم تسمح لهما بذلك لعدم جديتهما وكثرة تقلبهما بين موانئ المغرب وأوروبا، ثم توجه صمويل الى السلطان زيدان بن المنصور السعدي واقترح عليه احتلال مدينة تطوان لكسب ثغر قريب من أوروربا، وذلك بعد أن ينقل إليها الجنود بحرا، فكيف يتأتى ذلك للسلطان زيدان وهو لا يملك أية سفينة ؟ فلوح إليه صمويل بما يمكن جنيُه من التعامل مع هولندة، زاعما أنه يعرف هولندة حق المعرفة وله فيها أصدقاء يهود برتغاليون ممن يسيطرون على القطاع التجاري والحربي، واستحسن السلطان الفكرة، وهكذا فتح صمويل باب النفوذ والدبلوماسية على مصراعيه لأخيه يوسف ولأبناء أخيه داود وموسى وإسحاق ، وفتح باب البلاط السعدي لغيرهم من اليهود ليتلاعبوا بالمصالح العليا للمغرب غير مهتمين إلا بمصالحهم الخاصة.
مردخاي بوزاكلو
من أعلام هذه العائلة اليهودية، قبالي أصله من منطقة درعة، عاش في القرن 16م، وتواتر عنه في أخبار اليهود أنه رأى النبي إلياس في المنام، وذهب الى الصفد لدراسة القبالة (التصوف) والتبحر في التفسير الباطني للتوراة على شيخه القبالي (حاييم فيتال )، ويقال عنه أيضا أنه مؤلف الكتاب رقم 921 المتضمن لائحة مخطوطات أوهيل داود الموجودة بخزانة ساسون ، وله مخطوط ضائع بعنوان (معنيوت هاحخمة) أي منابع الحكمة، وقد تعمد القبالون إتلافه حتى لا يطلع أحد على أبواب الأسرار التي فتحها هذا المؤلف وهي أسرار محرم معرفتها على الجمهور .
اسحاق أبيقسيس
من الربيين القضاة اليهود بمدينة فاس في القرن 16م، وبعض فتاويه وأحكامه محفوظة بمعهد الدراسات الدينية اليهودية في نيويورك.
المصدر : المعلمة – ذ/ سيمون ليفي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire